27 - 09 - 2024

محطـــات | "عبدالعظيم" أيقونة العِفة

محطـــات |

* ساعات فلسفة الأشياء تفسدهـا وتطفيء جمالها ، ومحاولة البعض فلسفة الفيديو الذى ظهــر فيـه الحـاج عبدالعظيم، وهــو يسأل المذيع عن النقــود الممنوحــة له كجائزة "حلال دي ياواد عمى؟" ، جرنـا إلى طريق غيـر الطـريـق الذى كان يجب أن يسير فى اتجاهه الفيديــو!
* فالبعض ذهبت بــه الفلسفــة إلى أن الفيديــو " متفبــرك " ، والبعض اعتبـر أن الحاج عبدالعظيم لا يستحق النقــود، لأنــه يملك بيتـا فى المنيب ، هذا غير النظرة الماديــة ، التى راح ينظرهــا البعض ، بعد وصـول الفيديـو إلى " التريند " ، وأنه كان سببا فى كسب أصحابه الملايين!!
* وبعيـدا عن التفلسف ، لنقف عنــد نقطة امتلاك الحاج عبدالعظيم لبيت ، فامتلاك البيت لا يعــد من أسبـاب الثــراء، خاصــة وأن البيت للسكـن وليـس للتربح ، كما هـــو الحــال مع مـلاك العقـارات، فأغلب الفقـراء يمتلكـون بيوتـا تسترهم وتأويهم ولكـن هــذا لاينفى عنهم صفـة الفقـر، فليس بالضــرورة كي تكــون فقيـرا، أن تتخـذ من المقابر وأسفل الكبارى والأرصفة والعشش مكانا للمبيت!!
* وإذا سلمنــا بأن الفيديــو " متفبرك "، كما يقـول البعض ، فما القصد من وراء فبركته، هل يروج الفيديو لشيء مخالف ، شيء يتنافى مع تقاليدنا وأعرافنا مثـلا بالعكس طبعـا ، فالفيديو عمل انسانى ، يسلطالضوء على الطيبة والقيم والمبادئ التى افتقـدنــاهــا، وليت كـل نـوعيـات الفيديـوهـات تكـون من هــذا النــوع، أليس أفضل من فيديوهات " التيك توك " التى يصنعها بعض الصبية لإفساد الصبية !!
* أمـا مسألـة النظــر إلى الفيـديـو بعين الست " حـوريـة " فى مسرحيــة الهمـجي والتى أسقطت النجفــة من مكانها بعينها المـدورة ، والتى جعلت البعض ينظـر إلى الفيديو على أنه وصل إلى " الترينـد " مما جعلـه يــدر عائــدا كبيـرا على أصحاب الفيديـو ، فلعلكم تذكرون الشــاب الملثـم ، الذى كان يأتى فى الفضائيـات ، ويختار نوعيـة من البشــر ليمنحهم بعض الأمــوال الطائلــة على سبيـل المساعـدة ، وكان للبرنامج متابعوه على مستوى العالم العربي، وأعتقـد أن فكـرة الفيديــو مأخــوذة منـه ، وبغض النظـر عن حجم الأمـوال المكتسبة ، علينـا أن نتساءل ، فيم أنفقت
فلعل الله فتح بابا لأصحاب الفيديو لعمل الخير من عائد الفيديو ؟!
* تعالــوا بنــا فى ظل واقع صـادم، يتم الكشف فيــه كل يوم عن قضية من قضايا الرشوة والفساد، نترك التفلسف جانبا، ونجعل من الحاج عبدالعظيم أيقونة للعفة والطهــارة ، لعله ببساطته وتلقائيته يردع كل من يفكر فى الرشوة ، وقبــل ان يمد يده للحرام ، يتذكر الحاج عبدالعظيم ببساطته وهو يتحرى الحلال من الحرام ، قبل أن يقبـل النقود الممنوحة له من المذيع " الفلوس دي حلال ياواد عمى " ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــ
بقلم: بهاء الدين حسن
من المشهد الأسبوعي

مقالات اخرى للكاتب

محطــات| السِلَع على الأرفف